حبي فلسطين
الأرضُ أرضي وليس الشوقُ يَبريني
الشوق يحدو الى حبّي-فلسطيني
درجتُ فيها صغيرًا رُمتُ مأثرةً
من كلِّ جدٍّ منَ الغُرِّ الميامينِ
شببتُ فيها أنيسًا عاشقـًا بلدًا
رغم العداءِ فطارت لي حساسيني
زروعُها من جنان العدن أطيبُها
أللهُ بارك في تيني وزيتوني
أيامها ألقٌ ، عطا ؤُها غد قٌ
وفوحُها عبقٌ في عزّ تشرينِ
قالوا :بلادي بلا أهل ٍ بلا سكنٍ
يا بئس ما مكرتْ أوهامُ مأفون
فشرّدوها قرًى كانت برَغْدتِها
من بروةٍ، بصةٍ ، ميعار دامونِ
أنّى نظرتَ - مئاتٌ مثلُها نزَحَت
أمامَ ناظرِنا أطلالُ قاقونِ
يا أهلَها-أهلنا ، يا طيرَ منزلِها
إقرأْ سلامي على أحزانِ محزونِ
ما زلـتُ أذكرُهم في الدارِ في حَلقِ
هذي تنادي ،وهذا واجمٌ دوني
عينُ الغزالِ وكانتْ عينَ مهجتِهم
فقلتُ من بعدُ قولاً غيرَ ممنونِ :
" قد كنتُ أبكي لأصحابِ الهوى زمنًا
فهل ليَ الآن من با كٍ فيبكيني"؟
يا جمرةً صهَلتْ في قلبِ هاجرِها
يا عتمةً شعَلتْ في قلبِ مغبون ِ
يا نظرةً نفِذت في وجهِ مغتصبٍ
يا قهرةً نهلـتْ خَسفاً ومن هُونِ
مضَوا بعيدًا ، وكان الكرمُ حاديَهم
سكْرًا على ظمأٍ خمرًا كمَسنونِ
العبدُ سيـدُهمْ ، والموتُ عمّدَهم
والذنْبُ ذنبُهمُ حَيْـنًا على حينِ
مخيمٌ صاحَ يا أهلاً بطارقِـنا
ظلّوا هنا أُسَرًا تبقى لتُبقيني !
وإنني نكبةٌ من بعد نكبتكم
سطرْتمُ صُورًا في دمعِ تدوينِ
فقلت : يا أهلُ في حِلٍّ ومُرْتحلٍّ
فينا البلادُ ، وما قلنا لها بِيني
أرى الحبـيبَ حنـينًا في بصائرِنا
وموسمَ الوحيِ يعلو طورَ سينينِ
القدسُ تشرقُ في أبهى سرائرِكم
إسراؤها الوجدُ في الدنيا وفي الدينِ
قد جاءها عمرٌ في فتحِ عزتّها
كُرمى له كرُمت لِـيناً على لينِ
والكرملُ الزهوُ في أذانِ مِنبرِنا
جليلُنا سيرةٌ تَسري بتلحين
مثلثٌ سالَ في همْسٍ بخُضرتهِ
يا باقتي - باقةَ الأزهارِ ضُمّيني !
يافا وحيفا وشطُّ البحرِ في لهفٍ
وموجُهُ جنَُّ من ترديدِ مَسكونِ
يا رؤيةً خضِبتْ واخضوضرتْ شجنًـا
جناحُها الشوكُ في ظلِّ البساتينِ
تستنطقُ الصخرَ هل في الصخرِ من حجرٍ
ليُهربَ البومُ من آلامِ نِسرينِ ؟
من كفر قاسمَ "احصدْ " صاح ناعقُهم
مجازرٌ سبقتْ في ديرِ ياسينِ
والدمُّ يُزهرُ أطفالاً فيغرسُهم
جذراً يُطلُّ فأسقيه ويسقيني
اللهُ اكبرُ كم جاشتْ جيوشُهُـمُ
تبغي انتهائي فتزهو بي شراييني
أبقت بجالوتَ يومَ النصرِ أغنيةً
ظلت تناغي بها أنغامَ حطينِ
ظلّت لنا أملاً ، تحلو لنا مُقلاً
تروي لنا عسلاً - كلََّ الأفانينِ
مرابعُ النُّورِ تَهمي من أواصرِها
من علّمَ اللوزَ نَوراً حِفظَ تلقينِ؟
مراتعُ الشمسِ تبدو في مناظرِهم
فتنتشي نسْـمةٌ في حِضن ليمونِ
كم كنتُ أوثرُ أن يمتدَّ بي زمني
حتى أرى زمني يُكوى فيَشفيني
حتى أرى قلبيَ الظّامي ببهجتِهِ
يراقصُ الفجرَ أفراحًا فيُبكيني
حتى يراني صلاحُ الدِّين مُتّشحًـا
عدلاً وسلمًـا وأحبابي تُصافيني
أُسلّمَ العشقَ تَحناني برونقِه
والشوقُ يحدو الى
حبّي فلسطيني[i][center]